حزب التحرير: اتفاقية "قناة البحرين" اتفاقية تفريط وتطبيع بامتياز!


اعتبر حزب التحرير في فلسطين أن اتفاقية "قناة البحرين" التي وقعتها السلطة و"إسرائيل" والأردن لربط البحر الأحمر بالبحر الميت، وتقاسم المياه المحلاة، في مقر البنك الدولي أمس هي اتفاقية تفريط وتطبيع بامتياز.
جاء ذلك في تصريح صحفي لعلاء أبو صالح، عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين، والذي اعتبر فيه ابرام هذه الاتفاقية قمة في الانبطاح والتخاذل والتعامل مع كيان يهود المحتل ككيان طبيعي مشروع!.
ورأى أبو صالح أن حكام السلطة والأردن بدل أن يعاقبوا هذا الكيان الغاصب جراء جرائمه وعدوانه المستمر على الأقصى والقدس وأهل فلسطين يكافئوه بهذه الاتفاقية!؛
حيث اعتبر أبو صالح أن هذه الاتفاقية تكرّس هيمنة كيان يهود على المنطقة ومصادرها المائية، وتكرس حالة التبعية والدونية التي تعتري حكام السلطة والأردن، فهي تجعل كيان يهود شريكا ذا نفوذ في محطة تحلية المياه في العقبة وتجعله متحكماً برقاب أهل فلسطين عبر بيعه المياه المحلاة للسلطة.
وقال أبو صالح "إن هذه الاتفاقية المشؤومة تجاوزت المفاوضات المزعومة وما يسمى بملف المياه لتفضح كذبها وخيانتها، فالسلطة التي تزعم الدفاع عن حقوق أهل فلسطين تقدمهم لقمة سائغة ليهود يتكففونهم مياه البحر المحلاة ويهود ينعمون بمياهنا العذبة النقية".
ووجه أبو صالح رسالة للمبررين لهذه الاتفاقية بأن أهل فلسطين يأبون شرب ماء الحياة بذلة وخنوع ويرضون شرب الحنظل بعزة وكرامة، وهي اللغة التي لا يتقنها حكام السلطة والأردن المنبطحون.
وأكد أبو صالح أن حقوق أهل فلسطين لن تعود باتفاقيات باطلة ولا بمفاوضات تفريطية وإنما بتحرير فلسطين عبر الجيوش، وتخليصها من المرض الخبيث "كيان يهود" المستشري في أوصالها واجتثاثه من جذوره، وبغير ذلك سيبقى أهل فلسطين تحت نير الاحتلال وسيبقون يعانون الويلات في كل مناحي الحياة.
10-12-2013

أسلحة الدمار الشامل في ظل الحكام الجبريين نقمة على الأمة وأداة للإضرار بها


 تنشغل الدول الكبرى هذه الأيام في مفاوضات معلنة لبحث آلية تسليم النظام السوري للأسلحة الكيميائية التي يمتلكها، والتي استخدمها بأوامر أمريكية ضد أهل الشام في الغوطتين وغيرها، وإزاء هذه الواقع المزري لا بد لنا من وقفة سريعة على واقع أسلحة الدمار الشامل في ظل الحكام الجبريين الذين يربضون على صدر الأمة منذ عقود.
إن الدول المستقلة ذات الشأن تتبارى في امتلاك الأسلحة التقليدية بشكل عام وأسلحة الدمار الشامل بشكل خاص، وتبذل الدول الأموال الباهظة في هذا السباق، حتى أن تسابقها في امتلاك الأسلحة المتطورة قد جر إلى انهيار دول وإفلاسها كما حصل مع الاتحاد السوفيتي الذي تسبب دخوله في حرب النجوم في انهياره.
وتحرص الدول المستقلة على امتلاك أسلحة الدمار الشامل كقوة ردع أمام قوى الطغيان والشر العالمي التي تجرأت على دول أخرى لا تمتلكها فاستخدمتها بأسلوب بشع تندى له جبين البشرية. كأمريكا، التي استخدمت القنابل النووية في اليابان، والأسلحة الحارقة "النابالم" في فيتنام، واليورانيوم المنضب في العراق، وكإيطاليا التي استخدمت الأسلحة الكيميائية ضد ليبيا، وكيان يهود الذي استخدم الفسفور الأبيض واليورانيوم المنضبضد أهل غزة.
أما في بلاد المسلمين، وفي ظل الحكام الجبريين، فالواقع مختلف وأسباب امتلاك الأسلحة مختلف عن بقية الدول وكذلك أوجه استخدامها.
ففي بلاد المسلمين، استخدمت مصطلحات المقاومة والممانعة للعدو اليهودي على وجه الخصوص وضد الإمبريالية الغربية بشكل عام كمبررات فقط لجمع الأموال من الناس ومن قوت عيالهم وصرف الميزانيات الباهظة في سبيل امتلاك هذه الأنظمة لتلك الأسلحة، وكان مصير تلك الأسلحة إما استخدامها ضد الشعوب التي بذلت ما تملك لأجل حيازتها، كما فعل نظام صدام حسين وكما فعل المجرم الأسد مؤخراً بقصف الغوطتين، أو التخلي عنها عند أول مفترق طرق مع الغرب، كما فعل البائد القذافي بتخليه عن أسلحة ليبيا وتسليمها لهم، وكما يقتفي أثره هذه الأيام الأسد الذي وافق على تسليم الأسلحة الكيميائية للغرب لتدميرها.
واللافت في هذه الأنظمة–العربية منها والأعجمية- التي امتلكت أسلحة الدمار الشامل أنها لم تستخدمها قط ضد أعدائها، فلا باكستان استخدمت سلاحها ضد الهند التي تحتل كشمير، ولا سوريا استخدمت سلاحها ضد يهود الذين يحتلون الجولان وعموم فلسطين، ولا العراق ولا ليبيا ولا ايران لتحرير فلسطين التي بقوا يتغنون بتحريرها وبأنهم يعدّون الجيوش "جيش القدس وغيره" لتحريرها. بل كانت أوجه استخدامها كلها أوجه تلحق الضرر بالأمة؛
فهي إما استخدمتها ضد شعوبها كما أسلفنا، أو امتلكت هذه الأسلحة دون استخدامها بل لتكون "بعبعاً" للآخرين وفق ما تقتضيه المصالح الغربية الاستعمارية، كواقع السلاح النووي الايراني الذي تستخدمه أمريكا فزاعة لدول الخليج لإبقاء قواتها هناك أو حتى للدول الأوروبية للإبقاء على حلف الأطلسي الذي تحاول أوروبا التفلت منه، وإمّا لتوفير غطاء للغرب لإدخال قواته في بلاد المسلمين كشكل من أشكال الاستعمار تحت غطاء نزع أسلحة الدمار الشامل كما يوفر الآن النظام السوري لأمريكا هذه الغطاء لتدخل عبر قوات دولية لتعيث في الشام الفساد سعياً لإجهاض ثورتها ومنع الثوار المخلصين الرافضين للنفوذ الغربي الاستعماري من اسقاط النظام وكنس النفوذ الاستعماري من سوريا.
إن أسلحة الدمار الشامل يجب أن تمتلكها الأمة وأن تكون لحمايتها من كل من يحاول أن يدنو من حياضها أو يفكر في الاعتداء عليها، لكن الحكام الجبريين قد جعلوا من هذه الأسلحة نقمة على شعوبهم وأداة لإذلالها وإخضاعها للغرب، فكانت هذه الأسلحة في ظل هؤلاء الحكام أداة للاستعمار لا ضده، وما ذلك إلا لأن هؤلاء الحكام أجراء له يؤدون الحكم كمهمة أوكلها لهم أسيادهم في واشنطن ولندن وباريس.
وإزاء هذا الواقع كان حريّاً بالأمة أن تسرع في اقتلاع هؤلاء الطواغيت كافة لتستعيد مكانتها وهيبتها وكرامتها فتنصر بالرعب مسيرة شهر، ويعود المسلمون أعزاء أقوياء يفاخرون الدنيا بإسلامهم ولا يجرؤ على الدنو من حياضهم أو حرماتهم عدو غاشم.

الحيادية والنزاهة دعاوى باطلة لوسائل إعلام معادية

  يُعد الإعلام في زماننا الراهن أداة فاعلة في التأثير على توجه الرأي العام وعلى صياغته وتكوينه، فالإعلام في وقتنا الراهن يعد قوة مؤثرة حتى بدا للرأسماليين أن يطلقوا عليه اسم السلطة الرابعة لما له من أهمية وقوة وتأثير .
وأداة لها هذه الأهمية والقوة والتأثير لم يكن مستغرباً أو مستهجناً على الغرب أن يسيطر عليها ويسخرها لتمرير مخططاته ومؤامراته وحرب مشروع الأمة الحضاري الذي يراه تهديداً لوجوده الاستعماري وحضارته البالية، بل إن العديد من مؤسسات الإعلام في عصرنا الراهن كانت من إنشائه لتقوم بدور ريادي على مستوى قضايا العالم خدمة لمصالحه .

حزب التحرير: السلطة تصرّ على تحدي مشاعر الأمة وقيمها بتنظيمها للمباريات النسائية والتطبيعية واستضافتها لفريق ميانمار!



في تعليق من عضو  المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين الأستاذ علاء أبوصالح، حول استضافة السلطة لتصفيات بطولة كأس آسيا للسيدات التي تقام خلال الفترة 21 وحتى 26 أيار الحالي، اعتبر أن السلطة بهذا الفعل تصرّ على تحدي مشاعر الأمة وقيمها والأحكام الشرعية، وتبرهن أنها تسير بصورة منهجية في إفساد أهل فلسطين
.
فقد اعتبر عضو المكتب أبوصالح أن هذه المباريات منكرة، فهي كشف للعورات واختلاط محرم، وتحدٍ لمشاعر أهل فلسطين المسلمين الذين يرفضون كشف عورات بناتهم، ويرون في المرأة عرضاً يجب أن يصان، ولأجل حمايته وصيانته يبذلون الأرواح والمهج رخيصة.
وأضاف أبوصالح لكن السلطة التي انفصلت عن أهل فلسطين في فكرها ومشاعرها وسيرها في المخططات الغربية الاستعمارية، لم تكتف بمّا جرته من كوارث سياسية واقتصادية على فلسطين وأهلها، بل ها هي تسير بصورة منهجية ثابتة في طريق إفساد الناس، تارة عبر مهرجانات ملكة الجمال وأخرى عبر عروض الأزياء وثالثة الأثافي عبر مباريات كرة القدم النسائية.
وفي تأكيد انفصالها عن مشاعر الأمة، اعتبر أبوصالح أن استضافة السلطة لفريق ميانمار التي تلغ في دماء المسلمين في أبشع مجازر تشهدها البشرية في وقتنا الراهن، هو جريمة، فبدل أن تحتج على هذا الإجرام الذي ترتكبه الحكومة الميانمارية بحق المسلمين هناك، تكافئ فريقها النسوي باستضافته وترحب به بين ظهراني المسلمين دون أن تحفظ كرامة لدماء المسلمين التي تراق.
كما تسكت السلطة عن المباريات التطبيعية بين شبان وشابات من أهل فلسطين ويهود المحتلين، والتي انتشرت مؤخراً تحت سمعها وبصرها.
إن الغاية الحقيقية التي تقف خلف هذه الأعمال ليست رياضية صرفة، كما يتذرع المتذرعون الواهمون، بل يقف خلفها، ما عبر عنه الرجوب عرّاب المباريات النسائية لدى السلطة، من أن هذه المباريات تقدم للعالم لا سيما الغربي الصورة التي تريد السلطة أن يظهر بها أهل فلسطين، أناس يكشفون عورات بناتهم بدل إلباسهن اللباس الشرعي، ويرضون بالألهيات لأبنائهم بدل انشغالهم بالأعمال التي تليق بالمسلمين لا سيما أهل فلسطين المحتلين.
إن الواجب على أهل فلسطين التصدي لسياسة السلطة التخريبية الرامية إلى إفساد أهل فلسطين والوقوف في وجهها، وإلا عمّهم الله بعقاب من عنده، وظهر الفساد بين ظهرانيهم.
19-5-2013

أبو صالح: جرائم يهود بحق القدس لن تتوقف ما لم تواجه برد حقيقي، والأقصى يحرره صنو الفاروق


في تعليق صحفي مصور، اعتبر علاء أبو صالح، عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين، أن جريمة اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى اليوم واعتداء جنود الاحتلال على النسوة اللواتي حاولن دخول المسجد، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل انعدام رد فعل حقيقي تجاه هذه الجرائم.
وعاب أبو صالح على السلطة والحكام العرب، واعتبر تغنّيهم بالقدس محض هراء وكذب وتضليل، فهم الذين فرّطوا بالقدس وفلسطين من قبل.
ورأى أبو صالح أن فلسطين تتطلع إلى جيوش الأمة لتحررها وتحقق بشرى الرسول ووعد الله بدخولها وتحريرها من جديد، وان تحقق ذلك بات قريبا في ظل ثورة الأمة 

استقبال عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير فلسطين علاء أبو صالح بعد خروجه من سجون السلطة


وسط البهجة ورفع رايات العقاب، استقبل شباب وأنصار حزب التحرير في مدينة قلقيلية، عضو المكتب الاعلامي لحزب التحرير في فلسطين الأستاذ علاء ابو صالح، بعد الإفراج عنه من سجون السلطة التي اعتقلته اثر وقفة لنصرة المسجد الأقصى في مدينة طولكرم، معبرين بذلك عن رفضهم لأساليب البلطجة التي تنتهجها السلطة في محاولة فاشلة منها لفرض الوصاية السياسية على نشاطات الحزب وفعالياته.
ويذكر أن السلطة لم تفرج عن أبو صالح وبقية شباب حزب التحرير المعتقلين والذين تجاوزوا الـ 50 في محافظتي جنين وطولكرم إلا بعد أن سُجلت بحقهم تهم سياسية باطلة، وعرضوا على محاكمها ليخرجوا بكفالة إلى حين استكمال المحاكمة.   


أمة عريقة يحركها مبدؤها قبل لقمة العيش، ولكن المستعمرين يضللون!



في تضليل بيّن لا تخفيه القوالب الفلسفية، يسعى الغرب عبر كتّابه إلى التقليل من أهمية حراك الأمة الثوري، ويسعون لتسطيح مطالب هذا الحراك وأهدافه، وهو حراك بلا شك أربك ساسة الغرب في واشنطن ولندن وباريس، فاضطربت مخططاتهم للمنطقة، واهتز نفوذهم الاستعماري بسقوط أركانه من الطغاة النواطير الذين جثموا على صدر الأمة عقوداً وسخروا طاقاتها وثرواتها لخدمة أسيادهم المستعمرين، فسعوا جاهدين لإجهاض هذا الحراك والالتفاف على مطالبه.
في هذا السياق يتحدث توماس فريدمان الكاتب الأمريكي الشهير، في مقال بعنوان "الدافع الخفي المثير للخوف"، مقللاً من شأن ثورات الربيع العربي، عازياً سبب الثورة المصرية مثلاً إلى "الجفاف الأشد خلال قرن كامل في الصين وموجات الحرارة القياسية والفيضانات في أكبر الدول المنتجة للقمح في العالم -أوكرانيا وروسيا وكندا وأستراليا- الأمر الذي أدى إلى شح إنتاج القمح وارتفاع أسعاره بشكل غير مسبوق في العالم، وخاصة في الدول المستوردة للقمح". فلولا ذلك الجفاف وغلاء القمح لما تحركت الجماهير في ميدان التحرير.!
ونقل الكاتب عن دراسة بعنوان "ثورات الربيع العربي والتغير المناخي" أن سوريا وليبيا شهدتا سيناريوهات مماثلة. وقال إنه ومنذ عام 2006 وإلى عام 2011 عانت 60% من الأراضي الزراعية في سوريا أسوأ جفاف يتم تسجيله على الإطلاق في وقت تشهد فيه البلاد انفجارا سكانيا ونظاما سياسيا فاسدا وغير كفء وعاجزا عن إدارة الأزمة. وأضاف أن الأمم المتحدة ذكرت عام 2009 أن حوالي 800 ألف من الفلاحين والرعاة السوريين فقدوا مصادر عيشهم تماما بسبب الجفاف ونزحوا إلى المدن. وأشار إلى أن الجفاف تسبب في شح كبير في المياه بليبيا.
ويسعى الكاتب إلى إثبات "أن التفاعل بين التغير المناخي وأسعار المواد الغذائية والسياسة هو الدافع الخفي الذي أثار الثورات العربية وسيستمر في تأثيره السلبي على استقرار نظمها الديمقراطية."
إن فكرة تسطيح الثورات وإيهام الجماهير، الثائرة منها والمتحفزة للثورة، بأن هدف الثورات هو لقمة العيش لا غير هي مغالطة واضحة يكررها الغرب ومفكروه ويرددها أبواقه ونواطيره من الحكام والمضبوعين بثقافته في البلاد الإسلامية؛
فحقيقة الثورات ودوافعها وغايتها المعلنة، لا سيما ثورة الشام التي باتت العقدة المفصلية في الثورات السابقة واللاحقة، لا تخفى على مفكر بل سياسي ماكر كتوماس فريدمان، وهي مغالطة يُقصد بها مجابهة الثورات فكرياً وإبعادها عن مكمن قوتها المتمثل في الإسلام بفكره وأنظمة حياته، والذي باتت تتطلع إليه الشعوب وإلى مشروعه الحضاري كمخلص وحيد لها مما تعانيه.
إن فكرة تسطيح الثورات وربطها بلقمة العيش بصورة مجردة، فيه إهانة لأمة عريقة سادت الدنيا لأكثر من ألف وأربعمائة عام، وفيه قفز عن تاريخها الحضاري المشع، ومحاولة للفصل بين ذلك التاريخ وبين الحاضر والمستقبل الذي تتطلع إليه،
فالأمة الإسلامية لم تنفك عن جذورها الضاربة في عمق التاريخ والممتدة للمستقبل القريب الذي بتنا نرى بشائره رأي العين، فالأمة الإسلامية لم تمت وإن ضعفت واستعمرها ذئاب بشرية تحت شعار الديمقراطية!، بل هي أمة دبت فيها الحياة بعد فترة مرض وخمول، وها هي تتململ وتنفض عن كاهلها غبار الذل والخضوع، وهي أمة لها مستقبل سيتحقق بوعد من الله ورسوله أولاً بالاستخلاف والتمكين وانتشار الإسلام، وبجهود المخلصين منها الساعين لنهضتها وإقامة نموذجها الحضاري (الخلافة).
إن الثورات التي اجتاحت بلاد المسلمين لم يكن منبعها لقمة العيش المجرّدة، ولو كان ذلك صحيحا لما قدّم الناس أرواحهم فداء هذه اللقمة ولآثروا السلامة وفق منطق البشر الطبيعي، بل هي ثورة على الذل والتبعية وعلى الكفر والاستعمار، ثورة لاستعادة مكانة الأمة المرموقة خير أمة اخرجت للناس، فهانت في سبيل هذه الغاية العليّة الأنفس والأموال.
فلا يخفى على متابع –علاوة على أن يكون مفكراً سياسياً- أن الثورات انطلقت من المساجد وكانت أهازيجها التكبير، وشعاراتها -تجلت في الشام وها هي تشتد وضوحاً في ليبيا وتونس ومصر- تطبيق شرع الله وإقامة الخلافة، وغابت عنها شعارات الرغيف ولقمة العيش وطغت عليها شعارات المبدأ والدين.
وبغض النظر عمّا حدث في تونس ومصر وليبيا إلى الآن، فما أفرزته هذه الثورات كان مؤشراً واضحاً على حقيقة أهداف هذه الثورات من تطلعها إلى نظام حكم بديل ينبع من إسلامها ويكفل لها العيش الكريم بجانب العزة والسؤدد، وما استمرار الثورة في هذه البلدان إلا بسبب عدم تحقق تلك الأهداف والغايات التي تطلعت إليها الجماهير وإن لم يظهر الإعلام ذلك إلا في بعض المناسبات أحياناً.
وها هي الأمة في سوريا تعبّر عن هذه الأهداف والتطلعات بلسان عربي فصيح، فتهتف "الأمة تريد خلافة إسلامية"، وتعلن رفضها لمشروع الدولة المدنية الديمقراطية، وتلتف حول مشروع الخلافة، وتوقع كتائبها وألويتها على ميثاقٍ للتعاهد على إقامة حكم الله في الأرض.
إن سوء الأوضاع المعيشية في البلدان الإسلامية لا يمكن إنكاره، لكن المغالطة أن يتم التعمية عن الأسباب الحقيقة التي تسببه، فليس الجفاف ولا نضوب القمح سببه الرئيس، بل هي سياسة مقصودة يتبعها الحكام الطغاة الموالون للاستعمار، فبلاد المسلمين أغنى بلاد العالم، وخيراتها –من النفط والغاز والمعادن- لا تنضب، وموقعها استراتيجي بامتياز، لكنها مع ذلك كله تعاني الفقر وخيراتها منهوبة لصالح واشنطن ولندن وباريس بأيدي طغمة مجرمة نصّبهم الاستعمار على رقابنا حكاماً.
إزاء هذه الأهداف وهذه الحقائق فمن السخف القول أن هناك ارتباطاً بين التغيّر المناخي وثورات الربيع العربي، ومن السخف اعتبار المسلمين مجرد حفاة عراة يبحثون عن لقمة تسد رمقهم وثياب تستر عورتهم، وهو منطق يذكرنا بمنطق هرقل وكسرى الذين استخفا بالمسلمين وبأهدافهم السامية فكان عاقبتهما انهيار مملكتيهما وظهور المسلمين، وهي حادثة تتكرر فالزمان قد دار دورته.